التأسيس

 

 مركز دراسات تفسير الإسلام

بيان التأسيس: المنهج والرسالة والأهداف

 

ما هو «الإسلام»؟ ما هي رسالته الدينية والدنيوية؟ ما هي غاياته ومقاصده؟ ما هي وظيفته في الحياة؟ ما الذي يريده من المسلمين؟ وبالتالي ما الذي يريده المسلمون من تدينهم بالإسلام؟ وما هي رسالتهم لغيرهم؟

هذه الأسئلة هي أهم الأسئلة المتعلقة بحقيقة دين الإسلام ودعوته، خاصة في واقعنا المعاصر حيث كثرت الدعوات والجماعات والحركات العاملة باسم الإسلام، وبدا واضحًا أن كثيرًا منها قد تأثرت بأفكار ونظريات وفلسفات قديمة وحديثة، وظهرت تفسيرات سياسية ونفعية واجتماعية وفلسفية للإسلام، انحرفت عن حقائق الإسلام ومقاصده الكبرى، وأدى ذلك إلى نتائج سيئة، لعل من أظهرها وأخطرها: التطرف والعنف والإرهاب.

إن دين الإسلام يقدِّم تفسيرًا متكاملًا للدين وحقائقه ومقاصده، وله تفسيره الواضح حول الكون والإنسان والحياة والموت والآخرة والعالم الغيبي ومفهوم العبادة والعمل الصالح، وهو تفسير نابع من الإسلام نفسه المتمثل في مصدريه: القرآن الكريم والسنة النبوية، وفي ضوء ذلك تبرز رسالة الإسلام، وتتجلَّى غاياته ومقاصده. أما إخضاعه لأي مصدر آخر، أو نظرية أو فلسفة في تفسير الدين؛ فسيؤدي ـ بلا شكٍّ ـ إلى تحريف جوهريٍّ يمسُّ روح الإسلام وجوهره.

ومن هنا فإنَّ بذل الجهد في توثيق وإيضاح ونشر التفسير الصحيح للإسلام ـ استنادًا إلى الإسلام نفسه ـ بعيدًا عن الفلسفات والأفكار والآراء المختلفة؛ يعدُّ من أهمِّ الواجبات التي يجب على أهل العلم أن يقوموا بها لمواجهة التحديات الفكرية والحضارية التي أحاطت بالمسلمين، وما نتج عنها من نشوء تيارات فكرية واجتماعية وسياسية في المجتمعات المسلمة وخارجها تفسِّر الإسلامَ وتمارسه وتدعو إليه متأثرةً بقليل أو كثير من تلك النظريات الدخيلة على الإسلام في تفسير الدين.

ومن هنا: ظهر لنا أهمية المبادرة بمساهمة علمية في هذا المجال من خلال تأسيس مركز علميٍّ أكاديميٍّ، يُطلق عليه اسم: (مركز دراسات تفسير الإسلام)، ويتخصَّص في البحوث والدراسات المتعلقة بقضايا تفسير الإسلام، وما يتصل بذلك من الموضوعات العقيدية والفقهية والتاريخية والفكرية والمذاهب والفرق الإسلامية وغير الإسلامية المختلفة.

إن المركز سيسهم في تقديم دراسات علمية وفق معايير البحث العلمي المحكَّم، تكون ـ إن شاء الله تعالى ـ في متناول العلماء وطلبة العلم والمثقفين، وسيعتمد المركزُ الأسس والقواعد التالية في عمله:

1- إن وسيلة المركز في تجلية تفسير الإسلام هي إعداد دراسات وبحوث، أو القيام بترجمة بحوث، تتناول حقائق الإسلام ومقاصده وغاياته في مختلف المجالات العلمية والعملية والأخلاقية.

2- ويعمل المركز على تهيئة المعلومات والبيانات الإحصائية والوثائق ومصادر البحث عن قضايا تفسير الإسلام خاصةً، والدين عامةً، والقيام بإعدادها وتهيئتها بحيث تكون صالحة لمختلف أغراض البحث العلمي بما في ذلك تكوين مكتبة إلكترونية مرجعية وافية لهذا الغرض.

3- يراعي المركز الأولويات في تناول القضايا والمسائل، بحيث يركز على القضايا المركزية والأكثر أهمية وتأثيرًا في تفسير الإسلام وفهمه.

4- يسعى المركز في سبيل إيصال رسالته إلى عامة الناس من المسلمين وغير المسلمين، بمختلف شرائح الأعمار والاختصاصات بالشكل والأسلوب المناسبين، وباستخدام أفضل وسائل الاتصال الحديثة.

5- يحاول المركز توسيع دائرة تعاونه مع أكثر عدد ممكن من العلماء وطلبة العلم والمختصين والمثقفين، بما يحقق الاستفادة من مشاركاتهم وجهودهم العلمية، وكذلك يوسِّع دائرةَ الانتشار والدعاية لنشاطات المركز وأعماله.

6- إن المركز لا يمثل تجمعًا سياسيًّا، ولا تنظيمًا حزبيًّا، ولا يتعصب لشخص أو جماعة، وإنما يسعى لخدمة تفسير الإسلام وفق منهج أهل السنة والجماعة، وبالتقيد بأحكام القرآن والسنة، ويبقى جهود القائمين عليه، والمتعاونين معه؛ جهودًا بشرية قابلة للخطأ، وخاضعة للنقد والمراجعة.

7- يشترط في عضوية المركز: الإسلام على منهاج أهل السنة والجماعة، وعدم التصرف بما ينافي أهداف المركز ومنهاجه.

8 إن المركز لا يقوم بالنشاط السياسي، بل يقتصر على الجهد العلمي الشرعي، والتناصح والحوار على منهج الوسطية والاعتدال، متجنبًا أساليب التحريض والعنصرية.

9- إن من أهم أهداف المركز مواجهة ظاهرة الغلو والتطرف والعنف والإرهاب، وذلك بالتركيز على الجذور والأصول الاعتقادية والفكرية لهذه الظاهرة، ورصد العوامل المغذية لها من خلال التفسيرات المنحرفة للإسلام.

10- إن المركز سيعتمد في تمويل نشاطاته وفعالياته على التبرعات والمساعدات المالية التي يمكن أن يحصل عليها من الحكومات والمؤسسات والشخصيات التي تُبدي الرغبة في تقديم تلك المساعدة بدون فرض شروطٍ وقيودٍ على عمل المركز وأهدافه ومنهاجه.

 

وأخيرًا: نسأل الله تعالى أن يكتب لهذا المركز النجاح والقبول، ويعين القائمين عليه على تقديم جهد فعَّال ومتميز في تجلية حقائق الإسلام والدين والعبادة والشريعة ومقاصدها وغاياتها، بما يكون سببًا للهداية إلى الحقِّ، والاستقامة على صراط الله تعالى المستقيم، ونفع الخَلْق. ومنه سبحانه نستمدُّ العون والتوفيق. 

جميع الحقوق محفوظة لدى موقع دراسات تفسير الإسلام ©