الطاقة المزعومة والسجود



نص المنشور:

هل تعلم لماذا تم النهي عن السجود والركوع لغير الله؟

تمثل الطاقات النارية مثل الأحمر والبرتقالي بدخولها على الرأس بأضرار عديدة منها تمدد الأوعية الدموية الدفاعية ومشاكل عديدة في العين مثل انفصال الشبكية، غير أن شاكرات القدمين هي ليست فقط مدخل للطاقة لكن مخارج أساسية لخروج الطاقة السلبية من الجسم.

التعليق:

1- لا شك أن السجودَ عبادةٌ عظيمة لا تكون إلا لله سبحانه وتعالى، ومن صرفها لغير الله تعالى على وجه التعبد فقد وقع في الشرك الأكبر. ولكن هذا لا يبرر لنا استخدام وسيلة غير شرعية لتنفير الناس عن هذا الشرك، فنكون قد هربنا من الوقوع في الشرك إلى الوقوع في مخالفة شرعية قد لا يتنبه لها كثير ممن يروج لمثل هذه الخزعبلات.

2- دعوى أن السجود له علاقة بالطاقة السلبية والايجابية وغيرها من الشعوذات والدجل دعوى باطلة، وفرية ساقطة، يجب على المسلمين أن يبتعدوا عنها.

فــ(السجود شرعة دينية وعبودية لله عز وجل يكون فيها العبد أقرب ما يكون لربه عز وجل. فيها تذلل وخضوع وانكسار، وفيها ضعف وفقر، وفيها ينطلق اللسان بالدعاء، وتنهمر الدموع من الأعين خوفًا ورجاءً وحبًا للرب الأعلى سبحانه. لذا يجد المؤمن في السجود لله تعالى راحته وطمأنينته وسعادته ويحقق به معاني عبوديته.

ويزعم اليوم مروّجو فلسفات الطاقة أن السجود يخلصنا من طاقات سلبية تتجمع في رؤوسنا خلال اليوم من استعمال الأجهزة، ومن مواقف الحياة، وما يتولد عنها من مشاعر خوف وحزن ونحوها، وأننا يجب أن نسجد على الأرض مباشرة، أو شيء من جنسها (تراب أو حجر) ليحقق السجود أثره، وتتناغم أعضاء السجود مع الأرض، فتفرغ الطاقة السلبية في الأرض، وتدخل بدلاً عنها طاقات إيجابية! والعجب أن يُلبّس هذا القول الباطل ثوب الإعجاز العلمي، ويتناقله الناس وكأنه حقيقة علمية تثبت فوائد السجود الصحية! بل ويشتد حرص بعض المسلمين على السجود كلما سنحت لهم فرصة أو أصابهم ألم في رأسهم على الأرض قاصدين تفريغ ما تجمّع في رؤوسهم من طاقات سلبية!!  

ولا أعجب من تزين الشيطان لهم هذا القول، فهو أغيظ ما يكون وأدحر عندما يرى ابن آدم عابدًا طائعًا ـ فليس من مشهد تتجلى فيه العبودية ويتحقق فيه القرب من الله كالسجود لله العلي الأعلى ـ فعمد إلى جعله طقسًا وثنيًا استشفائيًا بدلاً من أن يكون عبودية وقربى!!

أما دعاوى تفريغ الطاقات السلبية واستمداد الطاقات الإيجابية، فهو استخدام للفظة الطاقة على غير معانيها العلمية المعروفة، وإنما على استعمالاتها الفلسفية التي منها ما يعتقده أهل الأديان الوثنية المتمحورة حول الأرض من أن للأرض روحًا عظيمة وطاقة اسمها (جيا) وأنها مؤثرة في الإنسان إذا ما تناغم معها فتمنحه الصحة والسكينة وتخلصه من الأمراض!

فاسجد واقترب عبدًا طائعًا ذليلاً محبًا لربك الأعلى على الحجر وعلى السجاد أو أومئ برأسك إيماء إن كنت مريضًا؛ فإنَّ من تسجد له قريب منك يرى مكانك، ويسمع دعاءك، ويعلم ما في نفسك، فالله أغنى الشركاء عن الشرك.

3- هذه الطاقة غير قابلة للقياس ولا يعترف بها علماء الفيزياء وعلماء الشريعة، وهي طاقة غير قابلة للقياس بأجهزة قياس الطاقة المعروفة، وإنما يُدَّعى قياسها بواسطة أجهزة خاصة مثل (البندول)، فبحسب اتجاه دورانه تُعرف الطاقة السلبية من الطاقة الإيجابية، وبعضهم يستخدم (كاميرا كيرليان) التي تصور التفريغ الكهربائي أو التصوير (الثيرموني)، أو تصوير شرارة (الكورونا)، أو جهاز الكشف عن الأعصاب ويزعمون أن النتائج الظاهرة هي قياسات (الطاقة الكونية) في الجسد! في محاولة منهم لجعل (الطاقة الكونية) شيئًا يقاس كالطاقة الفيزيائية؛ لتلبس لبوس العلم، ولتوحي ببعدها عن المعاني الدينية والفلسفات الوثنية، مستغلين جهل أغلب الناس بهذه الأجهزة وحقيقة ما تقيس، فهذه الطاقة المسمَّاة الطاقة الكونية لا يعترف بها العلماء الفيزيائيون فليست هي الطاقة التي يعرفون، ولا يعترف بها علماء الشريعة والدين، فليست الطاقة التي قد يستخدمونها مجازًا بمعنى الهمة أو الإيمانيات العالية ونحوه، إذ كِلا الطاقتين لا علاقة لها بطرائق الاستمداد التي يروج لها أهل الطاقة الكونية،وهي عقائد أديان الشرق وبخاصة الصين والهند والتبت وهي ما يروج له حكمائهم الروحانيين وطواغيتهم قديمًا وحديثًا) (1).

أخيرًا: عندما يكون الإنسان غافلًا عن معاني التعظيم لله تعالى ومالها من حياة للقلوب وما تحمله من الرجاء سعيًا لنيل رضى الله تعالى والفوز بجنته؛ فإن القلب سيمتلأ بمعانٍ أخرى، هي إن لم تكن أمانيٍ كاذبةٍ أو سرابٍ يحسبهُ الظمأنُ ماء! فلا أقل من أن ينطبق عليها قوله تعالى: {أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ} [البقرة: 61]، فالحمد لله على نعمة الإسلام.

والله أعلم.


(1) بتصرف من مقال: «السجود من أجل الطاقة عبادة وثنية». الدكتورة فوز بنت عبد اللطيف كردي. المنشور في موقع طريق الإسلام.

رابط المادة: http://iswy.co/e11g14

راجع للمزيد:

-(مذاهب الناس في منفعة العبادة وحكمتها).

-(السجود والتفكير الجيد).

-(ترغيب الناس بالسجود بتعظيم فوائده الدنيوية).

-(الخشوع وهرمون الإندروفين).

جميع الحقوق محفوظة لدى موقع دراسات تفسير الإسلام ©