الدعاء والقلق النفسي



الدعاء والقلق النفسي

 نص المنشور في (تقويم أم القرى):

من أقوالهم: تقول الدكتورة روز هفلردنج المستشارة الطبية: إن من الأدوية الشافية للقلق إفضاء الشاكي بمتاعبه إلى شخص يثق به ولا يشترط أن يكون طبيبًا، وإنما المهم الإحساس بأن هذا الشخص يسمع ويحس ويعين، فكيف إذا لجأ الإنسان إلى الله: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك: 14].

وقد ورد هذا النقل في عدد من المواقع الإسلامية، منها موقع (الصلاة في الإسلام) بالإنكليزية:

https://www.prayerinislam.com/why-we-pray/psychological-benefits-of-prayer/

التعليق:

1- إن هذا الكلام من الدكتورة روز هلفردنج Rose Hilferding  له قصة ومناسبة ذكرها ديل كارنيجي في كتابه: «دع القلق وابدأ الحياة» (تعريب: عبد المنعم محمد الزيادي، مكتبة الخانجي بالقاهرة، الطبعة (16): 1994، 259)، فقد ذكر في (الفصل الخامس والعشرين: أيتها الزوجات: تجنبن التعب لتحتفظن بشبابكنَّ) أنه أُنشئت في مستشفى بوسطن بالولايات المتحدة عيادة نفسية سميت بـ: «مدرسة علم النفس التطبيقي»، لعلاج بعض المرضى الذين يعانون من ظواهر المرض العضوي بالعلاج النفسي، فقد جاءت عدة نسوة إلى المستشفى وتبيَّن بالفحص الطبي الدقيق ألَّا علة بهنَّ ألبتَّةَ، وألَّا فائدة في إزجاء النصح لهؤلاء الواهمات، فكان لا بدَّ من العلاج النفسي. وهنا قال كارنيجي: «وتقول الدكتورة روز هلفردنج ـ المستشارة الطبية لهذه المدرسة ـ: «إن من الأدوية الشافية للقلق إفضاء الشاکي بمتاعبه إلى شخص يثق به. [نحن نسمِّي هذا بالتَّنفيس]». وتقول: «حين جاء المرضى إلى هذه المدرسة، ووسعهم أن يتحدثوا عن متاعبهم بإسهاب وتفصيل؛ زال القلق من أذهانهم، فإن مجرد اجترار الشكوى واختزانها في الذهن واستئثار المرء بها، کفیل بخلق توتُّرٍ عصبيٍّ كبيرٍ [يتعيَّن علينا جميعًا مشاركة مشاكلنا. علينا أن نتشارك القلق. علينا أن نشعر أن هناك شخصًا في العالم مستعدٌّ للاستماع وقادرٌ على الفهم]». وقال كارنيجي: «وقد شاهدتْ سكرتيرتي ـ وكانت تمضي دورة دراسية في تلك المدرسة ـ هذا القول الذي قالته الدكتورة روز موضع التجربة، فقد نهضت إحدى طالبات المدرسة تتحدث عما يقلقها.. وكانت هذه الطالبة تعاني مشكلات عائلية، فلما بدأت تتكلم عنها كانت كلماتها تخرج كأَنَّاتِ الجريح المتقطِّع الأنفاس، ومن ثم أخذ صوتها ينجلي، ونبراتها تتضح وأنفاسها تنتظم شيئًا فشيئًا، وأخذت الراحة تسري في كيانها وترتسم على وجهها، حتى إذا اختتمت حديثها كانت تبتسم ابتسامة مشرقة. فهل تراها حُلَّتْ مشكلتُها؟ كلا! فحلُّ المشكلة لا يتأتى بهذه السهولة، وأما الذي أحدث فيها هذا التحول، هو مجرد حديثها إلى شخص يسمع ويفهم، ويحنو وينصح. نعم! إن الذي أحدث هذا التحول هو القوة الشفائية العظيمة التي تكمن في الكلمات؟ والتحليل النفسي يعتمد ـ إلى حدٍّ كبير ـ على هذه القوة الشفائية التي تكمن في الكلمات. فقد آمن المحللون النفسيون بأن المريض يسعه الخلاص من أزماته النفسية إذا دأب على الحديث عنها. فلِمَ كان ذلك كذلك؟ ربما لأننا عن طريق الحديث يسعنا أن نكتسب نظرة أعمق إلى مشكلاتنا أو ربما لأننا ننفِّسُ بالحديث عن المشكلة الجاثمة على صدورنا. إذن ففي المرة القادمة التي ينتابنا فيها القلق دعنا نبحث عن شخص نثق به، لنفضي إليه بجلية متاعبنا. ولست أعني بهذا أن نجعل من أنفسنا عبئًا على الناس، وأن نثقل على كل من هب ودبَّ بمشكلاتنا، بل دعنا نتخيَّر شخصًا نثق به ثم نضرب له موعدًا لزيارته. وقد يكون هذا الشخص طبيبًا، وقد يكون محاميًا، أو من رجال الدِّين. فإذا جلست إليه قل له: لقد أتيت لأسألك النصح، إن لديَّ مشكلة أرجو أن تنصت لها، عسى أن تستطيع توجيهي إلى ما ينبغي لي أن أفعله، فإذا وسعك أن تعينني طوقتَ عنقي بجميل. وإذا لم يسعك ففي مجرد اصغائك لمشكلتي أكبر العون لي. فإذا رأيت أنه ليس أمامك من تثق به، فدعني أحدثك عن «رابطة إنقاذ الحياة Save-a-Life League»، أغرب مؤسسة في العالم. لقد أنشئت هذه «الرابطة»، أول ما أُنشئت لإنقاذ حياة الذين يحاولون التخلص من حياتهم بالانتحار، ولكنها مع الزمن اتَّسع نطاق اختصاصها، فأصبحت تزجي النصح لكل من يطلبه من التُّعساء، وقد تحدثت أخيرًا إلى الآنسة لونا بوننل Miss Lona B. Bonnell وهي الموكلة بمقابلة القاصدين إلى الرابطة للحصول على النصح، فعرضتْ عليَّ ـ مشكورةً ـ أن تجيب على أي خطاب يصلها من قراء هذا الكتاب. ومن ثمَّ فإنك إن كتبت إلى «رابطة إنقاذ الحياة» فثق أن أسرار مشكلتك ستكون في الحفظ والصون، كما أنك ستُجاب عن مشكلتك على يد ناصح أمين. على أنني ـ صراحةً ـ أعتقد أن من الأفضل الإفضاء بالمشكلة إلى شخص يجلس إليك، ويسمع لك. فإذا تعذَّر هذا؛ فلا بأس من أن تكتب إلى هذه الرابطة» انتهى كلام كارنيجي. وقد صحَّحنا بعض الترجمة واستدركنا ما جعلناه بين معقوفتين من أصله الإنكليزي:

"How to Stop Worrying and Start Living" By Dale Carnegie, Kingswood, Surrey: World's Work, 1953, p. 209 – 211.

2- إذا علمنا بسبب هذا الكلام ومناسبته؛ تبيَّن لنا أنه متعلق بالذين يعانون من أمراض القلق والاضطراب النفسي، فلجأ أولئك الأطباء لاستخدام هذه الطريقة معهم للتنفيس عنهم، وتفريغ ما في دواخلهم من أوهام. ثم إننا نجد أن ديل كارنيجي أوصى بهذه الطريقة لبثِّ الشكوى إلى المخلوقين، فمن لم يجد من يحدِّثه مباشرة فليكتب إلى مؤسسة متخصصة في مساعدة هذا الصنف من المرضى النفسيين، ولم يذكر ـ قبل هذا أو بعده ـ اللجوء إلى الربِّ العظيم جلَّ جلاله، لأن هذا الكاتب ـ وأمثاله ـ من الملاحدة الذين انقطعت صلتهم بالله عزَّ وجلَّ، حتى وإن كانت صلةً باتِّباع الأديان المحرَّفة الباطلة. إن هذه الطريقة في معالجة أمراض النفوس إنما تمثل المنهج المادي الإلحادي الذي ترسَّخ في المجتمعات الغربية، فإسقاطها على المنهج الإسلامي وعلى المجتمعات المسلمة؛ من الجهل والضلال الكبيرين. ومن الملاحظ أن الشيخ محمد الغزالي (ت: 1416 / 1996) قد أعرض عن هذا الفصل في كتابه «جَدِّد حياتك»، وقد كتبه على سبيل المقارنة لكتاب كارنيجي بالمنهج الإسلامي في تزكية النفوس وإصلاحها.

3- إن أول ما يبادر إليه المؤمنُ الصادقُ الشكوى إلى الله تعالى ومناجاته، فهذا حال خيرة خلقه من أنبيائه والصالحين من عباده، فقد قال يعقوب عليه الصلاة والسلام حين ابتلي بفقد ابنه يوسف عليه الصلاة والسلام: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (86)} [يوسف]، وهكذا أخبر الله تعالى عن أيوب عليه الصلاة والسلام: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ (84)} [الأنبياء]. أما الشكوى إلى الناس فهي جائزة في الجملة إن لم تتضمن محذورًا كالسخط على قضاء الله وقدره، لكنها حال ضعف ونقص، لا حال قوة وكمال، لهذا وردت الآيات والأحاديث في الترغيب في الصبر والاحتساب والالتجاء إلى الله تعالى. وقد بحث العلماء مسألة الشكوى إلى الله تعالى والشكوى إلى المخلوقين، فلها أحكام وآداب لا يتَّسع هذا المقام للتطرق إليها.

4- إن عقيدة المسلم مبنيَّة على الحقيقة لا على التوهُّم والتخيُّل، فالله تعالى يسمع الدعاء، ويجيب النداء، ويغيث المستغيثين، قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)} [البقرة]، وقال سبحانه: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60)} [غافر]، وقال عزَّ وجلَّ: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (62)} [النمل]، والآيات في تقرير هذه المعاني كثيرةٌ جدًّا. أما هذه الطريقة فمبنية على (التنفيس) و(التخفيف) بمجرد الكلام، دون وجود حلٍّ أصلًا ـ كما قال كارنيجي ـ، فهي طريقة وهم وتخييل، أما اللجوء إلى الله تعالى فتنبني عليه وتنتج عنه حقائق دنيوية وأخروية قطعية لا شكَّ فيها ولا شبهة عند من آمن بالله تعالى وأيقن بموعوده وابتغى الدار الآخرة.

5- وأين هذا المنهج المادي من إقامة حق الله بالتعبد له، والتقرب إليه، والخضوع والتذلل بين يديه، فهذا هو المقصود الأول والأعظم الذي يجب أن يكون حاضرًا دائمًا في قلب الداعي وقصده، ولذلك كانت كثرة الدعاء في الرَّخاء مما يعين على سرعة الإجابة في الشدَّة، كما قال عليه الصلاة والسلام: «مَن سرَّه أن يَستَجيبَ اللهُ له عند الشَّدائدِ والكُربِ فليُكثِرِ الدُّعاءَ في الرَّخاءِ»، [حديث حسن، أخرجه الترمذي (٣٣٨٢)]، وذلك أن الدعاء في الرخاء تتجلى فيه العبودية لله أكثر من الدعاء وقت الشدة إذ حظ الأنسان في الأول قليل الالتفات ولذلك يغفل أكثر الناس عن الدعاء في وقت الرخاء. ثم إن إزالة قلق النفس باللجوء إلى الله والتضرع بين يديه ودعائه، كل هذا من فوائد الدعاء التي قد يعجِّل الله بها على الداعي في الدنيا فضلًا منه وكرمًا، أو تكون بعضها من حظ النفس وراحتها باللجوء إلى خالقها وبارئها. 

6- إن اقتباس هذا المنهج من الطبِّ النفسي الغربيِّ المادي نابعٌ من التأثر بالنظرة المادية للدين والعبادات، تلك النظرة التي لا تعرف من حقيقة التدين والعبادة إلا بقدر ما ينتج عنها من منافع دنيوية ـ صحية أو اجتماعية أو مادية أو سياسية ـ وهذا الذي أُبتلي به أصحاب التفسير السياسي والنفعي للدين، فأصبحوا يستشهدون بكلام الملحدين في خدمة دعوتهم، فجردوا العبادات ـ ومن أعظمها الدعاء ـ عن مقصودها الأهم وصيَّروها وصفاتٍ طبيَّة لعلاج المشاكل الدنيوية فحسب.

لقد وجدنا في هذا المقام؛ أن دعاة طائفة (شهود يهوه) ـ وهي طائفة نصرانية ظهرت في العصر الحديث أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، وتأسست رسميًّا في سنة (1931م) ـ، تستعمل هذه الكلمة للدكتورة روز في منشوراتها، فقد جاء في نشرتها العالمية: The Watchtower، المجلد: (113)، العدد: (8)، بتاريخ: 15/4/1992م، تحت عنوان: (نحن نحتاج إلى من يستمع لنا): «كبشرٍ نحاول أن نجد الفرح والرضا في الحياة. ولكن عندما تنشأ مشاكل شخصية فكم هو مفيد ومريح أن يكون لديك شخص تتحدث معه حول مشاكلنا! يقول الدكتور جورج إس. ستيفنسون: إن التحدث عن الأشياء يساعد على تخفيف الضغط، ويساعدك على رؤية قلقك في ضوء أكثر وضوحًا، ويساعدك غالبًا على معرفة ما يمكنك القيام به حيال ذلك. لاحظت الدكتورة روز هيلفردنج: أن علينا جميعًا أن نتشارك مشاكلنا. علينا مشاركة القلق. علينا أن نشعر أن هناك شخصًا في العالم مستعدًا للاستماع وقادرًا على الفهم. بالطبع لا يمكن لأي إنسان سد هذه الحاجة تمامًا، نظرًا لضيق الوقت وعوامل أخرى، قد لا يكون المقربون من البشر متاحين عندما نحتاج إليهم بشدة، أو قد نكون مترددين في مناقشة بعض الأمور حتى مع أقرب أصدقائنا. ومع ذلك؛ فإن المسيحيين الحقيقيين لا يُحرَمون تمامًا ممَّن يستمع لهم، لأن طريق الصلاة متاح دائمًا. يشجعنا الكتاب المقدس مرارًا وتكرارًا على الصلاة لله، خالقنا، الذي اسمه: يهوه. نحن موجهون للصلاة بإخلاص باسم يسوع، وبالتناغم مع إرادة الله، حتى الأمور الشخصية والخاصة هي مواضيع مناسبة للصلاة...».

إن صنيع شهود يهوه هذا يكشف لنا كيف يحاول أصحاب الدعوات العصرية توظيف التجارب النفسية في الخطاب الديني، وهذا قلبٌ للأمر، فالعقيدة هي الحقيقة المطلقة عند صاحبها، والتجارب النفسية تحاكم إليها، وليس العكس. من المؤسف أن بعض الدعاة الإسلاميين صاروا يتبعون هذه الطريقة حرصًا على توسيع دائرة الدعوة والتأثير ولو بالوهم والباطل وبما لا أصل له في دين الله، بل ولو بما هو مخالف للعقيدة الإسلامية الصحيحة.

7- يغفل كثير من الناس عن معاني التقرب إلى الله بالدعاء، فلا يعرفون له معنى غير ما يعود لحظ النفس من جلب منفعة أو دفع مفسدة دنيوية فقط، وفي هذا يقول العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله: «ينبغي لمن دعا ربه في حصول مطلوب، أو دفع مرهوب أن لا يقتصر في قصده ونيته في حصول مطلوبه الذي دعا لأجله، بل يقصد بدعائه التقرب إلى الله بالدعاء وعبادته التي هي أعلى الغايات، فيكون على يقين من نفع دعائه؛ فإن الدعاء مخ العبادة وخلاصتها، فإنه يجذب القلب إلى الله، وتلجئه حاجته للخضوع والتضرع لله الذي هو المقصود الأعظم في العبادة، ومن كان قصده في دعائه التقرب إلى الله بالدعاء وحصول مطلوبه، فهو أكمل بكثير ممن لا يقصد إلا حصول مطلوبه فقط، كحال أكثر الناس، فإن هذا نقص وحرمان لهذا الفضل العظيم ولمثل هذا فليتنافس المتنافسون. وهذا من ثمرات العلم النافع، فإن الجهل منع الخلق الكثير من مقاصد جليلة، ووسائل جميلة، لو عرفوها لقصدوها، ولو شعروا بها لتوسلوا إليها، والله الموفق». «الفتاوى السعدية»، طبعة المعارف صفحة 51 -52. والله أعلم.

راجع للمزيد:

- (مذاهب الناس في منفعة العبادة وحكمتها).

- (السجود والتفكير الجيد).

- (ترغيب الناس بالسجود بتعظيم فوائده الدنيوية).

- (العبادة والصحة الجسدية).

- (هل شرعت العبادات صيانة للنفوس عن العدوان والبغي والظلم).

جميع الحقوق محفوظة لدى موقع دراسات تفسير الإسلام ©